فضاء الصخرة للاعلام والتواصل بافران

فضاء الصخرة للاعلام والتواصل بافران
مدونة اخبارية منكم وإليكم
  

زين العابدين بن علي و الجمهورية التونسية 


زين العابدين بن علي 3 سبتمبر 1936 - ، رئيس الجمهورية التونسية منذ 7 نوفمبر 1987 إلى 14 يناير 2011، وهو الرئيس الثاني لتونس منذ استقلالها عن فرنسا عام 1956 بعد الحبيب بورقيبة، عين رئيسًا للوزراء في أكتوبر 1987 ثم تولى الرئاسة بعدها بشهر في نوفمبر 1987 في انقلاب غير دموي حيث أعلن أن الرئيس بورقيبة عاجز عن تولي الرئاسة  وقد أعيد انتخابه وبأغلبية ساحقة في كل الإنتخابات الرئاسية التي جرت، وآخرها كان في أكتوبر2009   
صنفت جماعات حقوق الإنسان الدولية وكذلك الصحف الغربية المحافظة مثل الإيكونومست النظام الذي يترأسه بن علي بالإستبدادي   وغير الديمقراطي. وانتقدت بعضا من تلك الجماعات مثل منظمة العفو الدولية وبيت الحرية والحماية الدولية المسؤولين التونسيين بعدم مراعاة المعايير الدولية للحقوق السياسية  وتدخلهم في عمل المنظمات المحلية لحقوق الإنسان  وباعتبارها من النظم الاستبدادية فقد صنفت تونس في مؤشر الديمقراطية للإيكونومست لسنة 2010 في الترتيب 144 من بين 167 بلدا شملتها الدراسة. ومن حيث حرية الصحافة فإن تونس كانت في المرتبة 143 من أصل 173 سنة 2008 .

 التعليم وفترة الخدمة العسكرية      

ولد بن علي في مدينة حمام سوسة بتاريخ 3 سبتمبر 1936. وعندما كان طالبا في ثانوية سوسة انضم إلى صفوف المقاومة الوطنية ضد الحكم الفرنسي على تونس كحلقة اتصال الحزب الحر الدستوري الجديد المحلي، مما آل إلى طرده من المدرسة وأدخل السجن  وقد اكمل الدراسة الثانوية بينما هناك نفي لحصوله على أي مؤهل علمي وأنه ترك مقعد الدراسة في الصف الخامس  ثم نال بن علي الدبلوم من مدرسة (École spéciale militaire de Saint-Cyr) في سان سير ثم من مدرسة المدفعية في شالون سور مارن بفرنسا، وأرسله حماه الجنرال كافي بدورة إلى المدرسة العسكرية العليا للاستخبارات والأمن في بلتيمور بالولايات المتحدة  ومدرسة المدفعية الميدانية (تكساس، الولايات المتحدة) ليستلم بعد انتهائها الامن العسكري التونسي حيث تولى رئاستها 10 سنوات. ثم خدم لفترة قصيرة كملحق عسكري في المغرب واسبانيا ثم عين مديرا عاما للأمن الوطني في 1977 .
عين كسفير إلى وارسو، بولندا لمدة أربع سنوات. ثم عين بعدها كوزير دولة ثم وزير مفوض للشؤون الداخلية قبل أن يعين وزيرا للداخلية في 28 أبريل 1986 ثم رئيسا للوزراء في حكومة الرئيس الحبيب بورقيبة في أكتوبر 1987 .

عندما تولى مهامه كانت تونس تعاني من أزمة اقتصادية خانقة كادت تعصف بالبلاد. ويعتبر من الرؤساء المنفتحين على الغرب، فقد غير من تونس كثيراً وجعلها من أكثر الدول العربية المنفتحة على أوروبا، في عهده منع الحجاب الذي يصفه بالزى الطائفي، يتهمه خصومه السياسيين بشن حرب على الإسلام السياسى ورموزه.  ،كما أنه قام بخطوات تجاه بعض الت      

يارات الإسلامية حيث أعاد الصوفية إلى البلاد، وسمح للكنائس في تونس بالقيام بعباداتها.

الوصول إلى السلطة

في فجر اليوم السابع من نوفمبر 1987، تمّ الشروع في تنفيذ خُـطة استهدفت إزاحة الرئيس الأول للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة بعد أن بلغ من العمر عتيا، ثم استمع التونسيون لأول مرة عبر موجات الإذاعة لصوت الرئيس بن علي وهو يقرأ نص بيانه الشهير. هذا البيان الذي تضمّن مُعظم تطلعات التونسيين ونُخبتهم، بعد أن أشرف النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي على الانهيار الكامل، ومنذ ذلك التاريخ، دخلت تونس في دورة جديدة دون أن تقطع مع العهد السابق. حيث فتح الرئيس بن علي لأول مرة قصر قرطاج في وجه الأحزاب والمثقفين من غير المُنتمين للحزب الدستوري الحاكم منذ استقلال البلاد عن فرنسا في مارس 1956.
في أجواء حرب الخليج الثانية، اندلعت المواجهة بين السلطة وحركة النهضة، فكان ذلك إيذانا بنهاية سريعة لفُسحة نادرة وبداية تغيير جوهري لأسلوب تعامُل النظام مع المعارضة والمجتمع المدني، حيث بدا جليا أن زين العابدين بن علي لم يكن يرغب بتداول السلطة، لكنه في المقابل كان في البداية، وقبل أن تستقِر أوضاعه نهائيا، يميل لإشراك أطراف عديدة في اللّعبة، بما في ذلك الإسلاميون. لكن بعد أن بدا له زخم التيار الإسلامي واتساع قاعدة فضل المواجهة

الحياة السياسية

أقام أول انتخابات تعتبر قانونيا تعددية سنة 1999 بعد ما يربو على 12 سنة من استلامه للحكم وصفها البعض بانها انتخابات تعددية مخلصة للاحادية  حيث ان نتائجها كانت قد اعتبرت محسومة سلفا لصالحه  وقد اجرى تعديل دستوري بالفصلين 39 و 40 من الدستور لا زالة الحد الأقصى لتقلد المنصب الرئاسي ومنحه الحق في الترشح لانتخابات  2009 ومنح تراخيص عمل لعدة أحزاب غير فاعلة ونشاطها السياسي ضئيل ك(حزب الخضر والاتحاد الديموقراطيين الاشتراكيين..) وقرر مواصلة حظر حركة النهضة وحزب العمال الشيوعي التونسي لنظرا لشعبيتهما العالية لدى الأوساط الدينية وخاصة العمالية وقام بمنع صحيفة الموقع التي يديرها الحزب التقدمي والمعارض الأبرز  أحمد نجيب الشابي من النشر عدة مرات وكذلك قضية اغتيال شاب تونسي تمكن من اختراق الشبكة المعلوماتية لقصر قرطاج واكتشف أسماء عملاء اسرائليين بالموساد يعملون للتجسس على قادة منظمة التحرير الفلسطينية بتونس في الثمانينات وادعت السلطات التونسية أنه قتل في حادث سيارة.  وما زالت قضايا حقوق الإنسان بتونس تأخذ جدلا واسعا وخاصة اعتقال المعارضين وتزايد أعداد سجناء الرأي أفلق الإدارة الأمريكية خلال الزيارة الأخيرة لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس.رغم أن تونس أقرت بالحوار مع الشباب سنة 2009 ومنحت حق الانتخاب لمن يبلغ 18 سنة إلى أن ذلك يهدف حسب المراقبين إلى جعل الجيل الجديد في غيبوبة سياسية متفاديا الثورات الطلابية كالتي برزت في أواخر العهد البورقيبي لكي يواصل بن علي رئاسة البلاد سنوات أخرى. في عهد بن علي تحكم في الاقتصاد 3 عائلات "الطرابلسي" وبن عياد" وبشكل ضئيل "بن يدر" وجميعها متصاهرة ولديها ميليشيات خاصة تتجسس على المواطنين من خلال المقاهي ومكتبات الجامعات، كما أن شركات الاتصالات والانترنت والسياحة ومساحات زراعية شاسعة يملكها أصهار الرئيس وذلك لحكم البلاد اقتصاديا بقبضة من حديد ويؤاخذ الكثير من الحقوقيين اغلاق تونس مكتب قناة الجزيرة بتونس وحجب موقعي "youtube" و"dailymotion" وذلك من أجل اغلاق جميع الأبواب أمام التونسيين لمعرفة حقائق النظام التونسي. تستعد تونس لاستقبال قاعدة الأفريكوم africom بعد أن بقيت 5 عقود بشتوتغارت الألمانية ومقرها الجديد هو قاعدة سيدي حمد ب بنزرت رغم نفي تونس وعدم نفي أو تأكيد الولايات المتحدة إلى أن هذه الخطوة لقيت رفضا من المواطنين خصوصا وأن وجود قوات أمريكية بسواحل كاب سرات وجالطة أكد ذلك.

الانتفاضة الشعبية وهروبه من تونس

  قام الشاب محمد البوعزيزي يوم الجمعة 17 ديسمبر عام 2010 بإحراق نفسه تعبيراً عن غضبه على بطالته ومصادرة عربته التي يبيع عليها ومن ثم قيام شرطية بصفعه أمام الملأ، مما أدى في اليوم التالي وهو يوم السبت 18 ديسمبر 2010 لاندلاع شرارة المظاهرات وخروج آلاف التونسيين الرافضين لما اعتبروه أوضاع البطالة وعدم وجود العدالة الاجتماعية وانعدام التوازن الجهوي وتفاقم الفساد داخل النظام الحاكم.

تحولت هذه المظاهرات إلى انتفاضة شعبية شملت عدة مدن في تونس وأدت إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى من المتظاهرين نتيجة تصادمهم مع قوات الأمن، ومما زاد في تفاقمها وفاة الشاب محمد البوعزيزي الثلاثاء 4 جانفي 2011 نتيجة الحروق, وقد أجبرت الانتفاضة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على إقالة عدد من الوزراء بينهم وزير الداخلية وتقديم وعود لمعالجة المشاكل التي نادى بها المتظاهرون، كما أعلن عزمه على عدم الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2014 .
لكن الانتفاضة الشعبية توسعت وازدادت شدتها حتى وصلت إلى المباني الحكومية مما أجبر الرئيس زين العابدين بن علي -الذي كان يحكم البلاد بقبضةٍ حديدية طيلة 23 سنة- على التنحي عن السلطة والهروب من البلاد خلسةً, حيث توجه أولاً إلى فرنسا التي رفضت استقباله خشية حدوث مظاهرات للتونسيين فيها, فلجأ إلى السعودية وذلك يوم الجمعة الموافق للـ 14 من كانون الثاني/يناير 2011 م.
وصلت طائرة زين العابدين بن علي إلى جدة بالسعودية، وقد رحب الديوان الملكي السعودي بقدوم بن علي وأسرته إلى الأراضي السعودية.
جاء في بيان للديوان الملكي السعودي نشرته وكالة الأنباء السعودية "أنه انطلاقاً من تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق فقد رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته الى المملكة. وأن حكومة المملكة العربية السعودية إذ تعلن وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسي الشقيق لتأمل ـ بإذن الله ـ في تكاتف كافة أبنائه لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه."  


الحكم بعد بن علي

بعد هروب زين العابدين بن علي إلى السعودية في 14 يناير 2011 م أعلن الوزير الأول محمد الغنوشي عن توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة وذلك بسبب تعثر أداء الرئيس لمهامه  وذلك إستنادًا على الفصل 56 من الدستور التونسي والذي ينص على أن لرئيس الدولة أن يفوض الوزير الأول في حال عدم تمكنه من القيام بمهامه، غير أن المجلس الدستوري أعلن إنه بعد الإطلاع على الوثائق لم يكن هناك تفويض واضح يمكن الإرتكاز عليه بتفويض الوزير الأول  وإن الرئيس لم يستقل، وبما أن مغادرته حصلت في ظروف معروفة وبعد إعلان الطوارئ وبما أنه لا يستطيع القيام بما تلتزمه مهامه ما يعني الوصول لحالة العجز النهائي فعليه قرر اللجوء للفصل 57 من الدستور وإعلان شغور منصب الرئيس وبناءً على ذلك أعلن في يوم السبت 15 يناير 2011 عن تولي رئيس مجلس النواب محمد فؤاد المبزع منصب رئيس الجمهورية بشكل مؤقت  وذلك لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة من 45 إلى 60 يومًا حسب ما نص عليه الدستور.

عائلته

 اشتهرت عائلة بن علي بالفساد. وهذا هو السبب التي تمخضت عنه الإنتفاضة الشعبية في جميع أنحاء
ليلى بن علي زوجة الرئيس التونسي الهارب
تونس احتجاجا على سرقة الأموال التونسية. وغادر الكثير من أفراد أسرة بن علي البلاد طلبا للأمان خلال فترة الإحتجاجات. ليلى بن علي (ليلى الطرابلسي) زوجة الرئيس ورئيسة جمعية بسمة، وهي جمعية تعزز الاندماج الاجتماعي، وتوفير فرص العمل للمعاقين  وشغلت أيضا منصب رئيسة منظمة المرأة العربية، المنظمة العاملة على تمكين المرأة من تعزيز التقدم في الدول العربية  وفي يوليو 2010 أسست "جمعية سيّدة لمكافحة السرطان" (التي تحمل اسم والدتها) لتحسين الرعاية لمرضى السرطان في تونس  ولدى ليلى بن علي ثلاثة أطفال: نسرين وحليمة ومحمد زين العابدين. وللرئيس بن علي أيضا ثلاث بنات من زواجه الأول: غزوة ودرصاف وسيرين. وقد انتشرت أنباء قوية في الأوساط التونسية عن هروب ليلى بن علي للخارج برفقة بناتها خشية حدوث تطورات غير متوقعة، نتيجة أحداث الشغب والاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن تونسية منذ أيام
                                                                                      

مظاهرات في الشوارع التونسية



انسحابات من الحكومة الجديدة ومظاهرات في الشوارع التونسية
  تجاذب قوي بين الفرقاء السياسيين والنقابيين في اليوم الخامس مابعد الثورة

عادت أول أمس الاثنين المسيرات الاحتجاجية لتؤثث ساحات و شوارع العاصمة تونس مباشرة بعد إعلان الوزير الأول محمد الغنوشي ، عن قائمة حكومة الوحدة الوطنية التي ستقود المرحلة الانتقالية إلى غاية إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وتعالت شعارات تندد بتشكيلة الحكومة الجديدة و بإقصاء العديد من التيارات المعارضة من المشاركة في الائتلاف الوطني الهش القائم حول نواة صلبة يمثلها مسؤولون بارزون من عهد الرئيس المخلوع .
وتزامنت الحركة الاحتجاجية التي همت على وجه الخصوص العاصمة تونس وحاصرت مجددا مبنى وزارة الداخلية مع تسجيل نقص حاد في المواد الاستهلاكية الأساسية كالحليب و السكر و الخبز و إغلاق المحلات التجدارية لليوم الخامس على التوالي ، لأبوابها مع تسجيل ارتفاع مهول في سعر الخبز نتيجة عدم كفاية العرض . وتمسكت أحزاب وفعاليات مدنية تونسية بمطالبها باستبعاد حزب التجمع الدستوري الحاكم وحل البرلمان الحالي وكامل المؤسسات المنبثقة عن نظام حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وقال رئيس حزب العمال التونسي المحظور حمّة الهمامي أن حزبه ''لا يعترف بحكومة تمثل التفافا حقيقيا على مكاسب ومنجزات الثورة الشعبية ضد نظام بن علي''، مشيرا إلى أن حزبه ''يرفض التعامل مع من شاركوا في مسار الجرائم ضد التونسيين''.
ويتقاطع هذا الموقف مع موقف رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية منصف المرزوقي المنفي في باريس، والذي ينتظر أن يحل بتونس للتقدم الى سباق الرئاسيات المنتظرة . وقال المرزوقي إنه ''لا يثق مطلقا في إمكانية أن تقود رموز الدكتاتورية كالغنوشي والمبزّع انتقالا سلميا للديمقراطية''، معتبرا أن''وجودهم في السلطة سيتيح لقوى ما وراء الستار الالتفاف على الثورة الشعبية''.
كما أعلنت سهام بن سدرين التي تقود تكتلا للمنظمات المدنية في تونس عن رفضها الحوار مع الغنوشي والمبزع، ودعت إلى حل كامل المؤسسات وتشكيل مجلس تأسيسي يعيد صياغة الدستور من جديد. وقال خليل الزاوية المتحدث باسم الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ''إن هؤلاء لا يجب أن يكون لهم أي مهمة في المرحلة الحالية على الأقل احتراما لدماء شهداء الديمقراطية' على حد تعبيرها .
ميدانيا ما زال غياب وعدم استتباب الأمن يرهن مساعي التهدئة ، حيث ما زالت مليشيات مسلحة وأجزاء من قوات الأمن المحسوبة على النظام السابق تخلق و تؤجج أجواء من الرعب والخوف في وسط الساكنة في الوقت الذي غادر معظم السياح الأجانب التراب التونسي في اتجاه بلدانهم الأمر الذي شكل ضربة قاصمة لقطاع السياحة الذي يعتبر النشاط الرئيسي للاقتصاد التونسي .
وكانت تشكيلة الحكومة الانتقالية قد تميزت باحتفاظ ستة من وزراء بن علي بمناصبهم وهم رضا قريرة وزيرا للدفاع، وكمال مرجان وزير الدفاع السابق كوزير للخارجية، كما احتفظ وزير الداخلية أحمد فريعة الذي عينه الرئيس المخلوع يومين قبل تنحيته من السلطة في منصبه، وأبقي على محمد رضا شلغوم وزيرا للمالية ، فيما حازت ثلاث قوى سياسية من المعارضة الراديكالية على ثلاث حقائب وزارية.
المؤتمر الدولي الأول لجمعيات المجتمع المدني قريبا في الرباط
 
تحتضن مدينة الرباط من 27 إلى 29 أبريل المقبل المؤتمر الدولي الأول لجمعيات المجتمع المدني حول موضوع " قيم المواطنة وتحالف الحضارات ".
ويهدف هذا المؤتمر، الذي سيعقد تحت شعار "نحو تعايش اجتماعي راشد وحوار حضاري متكافئ"، على الخصوص إلى تعزيز قيم المواطنة والحوار الحضاري في برامج المجتمع المدني، ودعم جهود الدول والمنظمات والهيئات العربية والإسلامية والدولية في تعزيز قيم المواطنة العاقلة وثقافة تحالف الحضارات الراشدة، ودحض دعاوي التفرقة الوطنية والانفصال وحتمية الصراع الحضاري، والتوظيف الرشيد للرسالة التربوية والإعلامية حول قضايا المواطنة وحوار الحضارات.
كما يتوخى هذا المؤتمر، الذي سيعرف مشاركة خبراء مغاربة وأجانب، تعزيز الهوية الوطنية والتعايش الإيجابي لدى الجاليات المغربية في الخارج، وإبراز المرجعيات الدينية والقانونية والاجتماعية المؤكدة لقيم المواطنة السليمة، والمثاقفة الحضارية القويمة.
ويروم هذا المؤتمر أيضا توظيف الرسالة التربوية والإعلامية والثقافية للمجتمع المدني لخدمة القضايا الوطنية والحضارية، وتعزيز الجهود الحكومية وغير الحكومية من قبل جمعيات المجتمع المدني لنشر الثقافة الوطنية الصادقة وقيم الحوار والسلام الدولية وتفعيل دور الشباب في تعزيز قيم الوطنية والحوار والأمن الاجتماعي.
ومن أهداف المؤتمر الدولي الأول لجمعيات المجتمع المدني أيضا، توفير وثائق مرجعية حول تكامل الانتماء الوطني والانتماء الحضاري، وإنشاء شبكة لجمعيات المجتمع المدني توحيدا لجهودها في تعزيز قيم المواطنة العاقلة وتحالف الحضارات الرشيدة، والتوظيف الأمثل في رسالة المجتمع المدني للقرارات والتوصيات والنداءات لمؤتمرات القمم، والمنظمات والهيئات العربية والإسلامية والدولية.
وسيناقش المشاركون في هذا المؤتمر، خلال اليوم الدراسي الأول الذي سيتمحور حول "قيم المواطنة"، مواضيع تهم برامج المجتمع المدني الهادفة إلى تعزيز قيم المواطنة، والخطاب الإعلامي، و خدمة قضايا المواطنة، ومفهوم الوطنية الصادقة، والوحدة الوطنية وتحديات الإرهاب والانفصال، والضوابط القيمة والتاريخية للمواطنة العصرية، بالإضافة إلى مقومات الهوية الوطنية للجاليات المغربية في الخارج، والمنهج التربوي الباني لقيم الوطنية الرشيدة.
أما خلال اليوم الدراسي الثاني الذي سيتمحور حول "قيم تحالف الحضارات"، فسيبحث المشاركون خلاله مواضيع تتعلق على الخصوص ب`التأصيل الإسلامي لتحالف الحضارات، ودور التربية والتعليم في بناء قيم الحوار وتحالف الحضارات، ودور الرسالة الإعلامية في إشاعة ثقافة الحوار والسلام والانفتاح، والتعايش بين الأديان والحضارات، إلى جانب دور الشباب في تعزيز قيم الحوار وثقافة السلام، والمرجعية الدينية والقانونية والحضارية لتحالف الحضارات، وسبل بناء حوار إنساني متكافئ على الضفاف المتوسطية.
وسيتميز اليوم الدراسي الثالث بتنظيم مائدة مستديرة حول " المواطنة الأصيلة والانفتاح على الحضارات ".
ويشمل برنامج هذا المؤتمر تنظيم حفل تكريم شخصيات وطنية ودولية خدمت الوطن والحضارات، وعرض شريط وثائقي حول المواطنة وتحالف الحضارات، والقيام بزيارة لمؤسسات وطنية ودولية، فضلا عن إحياء أمسية شعرية وسهرات فنية وتقديم معزوفات موسيقية حول محبة الوطن والسلام.
كما سيقام معرض خاص بالإصدارات الثقافية واللوحات الفنية لإبراز جهود الوزارات، والمنظمات، والجمعيات المتعاونة في مجال المواطنة والحوار والتعايش والتحالف بين الديانات والثقافات والحضارات.

الذكرى 67 لتقديم عريضة المطالبة بالاستقلال


حزب الاستقلال باقليم افران
يخلد الذكرى 67 لتقديم عريضة المطالبة بالاستقلال
                          ويكرم بعض مناضليه
خلد حزب الاستقلال بإقليم افران الذكرى 67 لتقديم عريضة المطالبة بالاستقلال ، بمقر مفتشية الحزب بمدينة ازرو ، يوم السبت 15 يناير 2011 ، وبحق كانت لحظة تاريخية عميقة الدلالات ، ذكرى خالدة وعلامة بارزة في تاريخ الامة المغربية برجالات أبرار عاهدوا الله على نصرة وطنهم من خلال تضحياتهم في صفوف الحركة الوطنية التي شكلت مرجعيتها التاريخية ونواتها الصلبة من حزب الاستقلال ، فكانت الحلقة الأهم والمنعطف الأكبر الذي تلته نضالات حققت عهد الحرية والاستقلال.
في البداية ألقى الأخ محمد ديدي العلوي كاتب فرع الحزب بمدينة ازرو وعضو المكتب الاقليمي كلمة ترحيبية بالمناسبة أوضح من خلالها أن هذا الحدث الهام يشكل منعطف حاسم في تاريخ كفاح الشعب المغربي ويؤكد تلاحم الشعب والعرش كما انه مناسبة لربط أواصر التواصل بين الأجيال لتأكيد المغزى التاريخي الذي يحمله الحدث التاريخي ، بعد الكلمة الافتتاحية تليت آيات بينات من الذكر الحكيم ترحما على أرواح الشهداء والمناضلين كما كان اللقاء مناسبة للتذكير بأمجاد نضالات الشعب المغربي من اجل التحرير و الاستقلال وبسطت الكلمة التي ألقاها المفتش الاقليمي للحزب الأستاذ عبد القادر العشني مغزى ذكرى 11 يناير 1944 باعتبارها منارة تاريخية أسست لمرحلة متقدمة من الكفاح الوطني فكانت حلقة مهمة ومنعطف أساسي تلته نضالات من اجل الحرية والاستقلال كما أشار الأستاذ محمد الخولاني الكاتب الاقليمي للحزب في كلمة مقتضبة بالمناسبة ، إن وثيقة 11 يناير 1944 أدت بالفعل مفعولها ومقاصدها الكبرى وأكدت وحدة الصف الوطني بغية تحقيق مطلب واحد هو استقلال البلاد و امتلاك مقومات سيادتها الوطنية كما أشار إلا أن هذه الذكرى تعد علامة مضيئة في صرح حزب الاستقلال الذي قاد نضالات الشعب المغربي ما يجعل الاستقلاليون معنيون أكثر من غيرهم بدلالة هاته المحطة، وفي ختام كلمته أشار إلى الدور الريادي لمناضلي هذا الإقليم كأحد قلاع الوطنية في التصدي للمستعمر والذي قدم أبناؤه تضحيات جسام خدمة للوطن ولا شيء غيره، مشيرا في نفس السياق إلى أن تخليد الذكرى 76 هو مناسبة كذلك لتكريم بعض المناضلين الذين وافتهم المنية تقديرا واعترافا لهم بما قدموه من تضحيات وخدمات جليلة للحزب والوطن عامة من قبيل المرحوم الفقيد : مولاي المصطفى كمالي ، الحيحي عبد الرحمان برزوق، الحاج المدني عزيزي والمقاوم عمر فهمي تغمدهم الله بواسع رحمته  كما هو مناسبة للإشادة وتقدير عطاء ثلة من المناضلين الذين ابلو البلاء الحسن فقدموا تضحيات جسام خدمة للحزب والوطن عامة في افق اتخاذ هذه البادرة سنة لتكريم كافة المناضلين بالإقليم في مثل هذه المناسبة
وتجدر الإشارة إلى أن الأخ عبد المجيد الفاسي الفهري ابى هو الآخر حضور هذا الحفل البهيج ولم تفته المناسبة بان تقدم في كلمة بإبلاغ الحضور الغفير الذي حضر هذه الذكرى تحيات الأمين العام للحزب الأستاذ عباس الفاسي وكافة أعضاء اللجنة التنفيذية مغتنما الفرصة للتأكيد على المغزى من تخليد مثل هذه المحطات التاريخية مؤكدا على أن خير ما يمكن أن نقدمه لمناضلين ومناضلات الاستقلال والتحرر هو السير على هديهم فكريا وأخلاقيا والالتزام بالقضايا الأساسية لوطننا
واغتنم المكتب الاقليمي بتنسيق مع مكتب فرع الحزب بمدينة ازرو قلعة النضال مناسبة إحياء الذكرى 67 لتقديم عريضة المطالبة بالاستقلال إحياء أمسية دينية بمشاركة مجموعة للسماع والمديح أحيت حفلا بهيجا كما القيت بالمناسبة ابيات شعرية بالامازيغية للشاعر الامازيغي  بوعزة والمعطي تخللته مبادرة تكريم ثلة من المناضلين من مختلف فروع الحزب بالإقليم سلمت لهم هدايا وتذكارات اعترافا لهم على ما بدلوه من عطاء وتقديرا لهم على ثباتهم واقتناعهم برسالة حزب الاستقلال النبيلة كما نظم حفل شاي على شرف المدعوين واخدت صور تذكارية للمحتفى بهم
وعلى هامش هذه المناسبة قام وفد براسة الأخ عبد المجيد الفاسي عضو اللجنة المركزية للحزب  بزيارة الأخ المناضل محمد السليماني بلهادي احد رموز الحزب بالمدينة والذي يوجد طريح الفراش شفاه الله وعفاه



محمد ديدي العلوي
محمد الخولاني

تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال


المغرب يخلد غدا ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال


يخلد الشعب المغربي ، وفي مقدمته رجال الحركة الوطنية وأسرة المقاومة وجيش التحرير ، يوم غد الثلاثاء الذكرى السابعة والستين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تشكل محطة مشرقة في مسلسل الكفاح الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد من أجل الحرية والاستقلال. 
ففي مثل هذا اليوم من سنة 1944 قدمت وثيقة المطالبة بالاستقلال لبطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه ، وسلمت نسخة منها للإقامة العامة ولممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا بالرباط، كما أرسلت نسخة منها الى ممثل الاتحاد السوفياتي.
ومنذ صدور " الظهير البربري" سنة 1930، الذي أعقبته سلسلة من المواجهات والمعارك ضد التدخل الاستعماري، خاض الشعب المغربي سلسلة مواجهات للحصول على استقلاله، فتم تأسيس كتلة العمل الوطني ، وتقدمت الحركة الوطنية المغربية بمطالب في هذا المجال سنتي 1934 و 1936 في الوقت الذي استمر فيه النضال بالمدن والبوادي من أجل تعميق الشعور الوطني وتعبئة المواطنين في أفق الكفاح من أجل الحرية والاستقلال.
وفي خضم هذا الإجماع على مواجهة الاستعمار وحمله على الاعتراف باستقلال البلاد، شهد المغرب عدة مظاهرات .وكان مؤتمر أنفا في شهر يناير 1943 مناسبة التقى خلالها بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ، فرنكلين روزفيلت، ورئيس وزراء بريطانيا ، وينستون تشرشل، حيث طرح طيب الله ثراه خلال هذا المؤتمر قضية استقلال المغرب تمشيا مع مبادئ ميثاق الأطلسي.
وما إن حلت السنة الموالية لانعقاد مؤتمر أنفا حتى هيأت نخبة من الوطنيين وثيقة ضمنوها المطالب الأساسية المتمثلة في استقلال البلاد، وذلك بتشجيع وتزكية من جلالة المغفور له محمد الخامس الذي كان يشير عليهم بما يقتضيه نظره من إضافات وتعديلات وانتقاء الشخصيات التي ستكلف بتقديمها مع مراعاة الشرائح الاجتماعية وتمثيل جميع المناطق في بلورة هذا الحدث المتميز في تاريخ البلاد.
ولقد كان لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال الأثر العميق في مختلف جهات المملكة إذ تلتها صياغة عرائض التأييد، كما نزلت جماهير غفيرة إلى الشوارع في مظاهرات تأييد أشهرها مظاهرة 29 يناير 1944 في الرباط التي سقط فيها عدة شهداء برصاص قوات الاحتلال.
وبدلا من رضوخ سلطات الاستعمار لإرادة الحق والمشروعية التي عبر عنها العرش والشعب، تمادت في محاولة الضغط على جلالة المغفور له محمد الخامس سعيا لإدماج المغرب في الاتحاد الفرنسي وفصل قائد الأمة عن الحركة الوطنية، وقد واجه بطل التحرير مخططات الحماية بكل جرأة ورباطة جأش وواصل حمل مشعل التحرير والانعتاق من خلال زيارته التاريخية لمدينة طنجة في 9 أبريل 1947 تأكيدا على وحدة المغرب، وكذلك من خلال زيارته لفرنسا سنة 1950.
وأمام الترابط الوثيق بين العرش والشعب فشلت كل مؤامرات سلطات الاستعمار في الهيمنة وفرض مخططاتها الرامية إلى النيل من السيادة الوطنية، فأقدمت في 20غشت 1953 على نفي رمز الأمة رفقة أسرته الشريفة خارج أرض الوطن معتقدة أنها بذلك ستحكم قبضتها على المغرب، لكن المستعمر لم يكن يدرك أنه بهذه الفعلة الشنيعة كان يدق آخر مسمار في نعشه ، حيث اندلعت أعمال المقاومة ضد سلطات الاحتلال وعمت الاضطرابات مختلف مناطق البلاد احتجاجا على نفي السلطان الشرعي، وانطلقت بعد ذلك عمليات جيش التحرير، الذي كبد رجاله قوات الاحتلال خسائر في الأرواح والعتاد.
وبفضل هذه الملحمة البطولية المجيدة تحقق أمل الأمة المغربية قاطبة في عودة بطل التحرير ورمز المقاومة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه حاملا معه لواء الحرية والاستقلال ومعلنا عن الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر من أجل بناء المغرب الجديد الحر المستقل.
وسيرا على هذا النهج، خاض الملك الموحد جلالة المغفور له الحسن الثاني رضوان الله عليه معركة استكمال الوحدة الترابية ، فتم في عهده استرجاع سيدي إيفني سنة 1969 واسترجاع الأقاليم الجنوبية سنة 1975 بفضل المسيرة الخضراء المظفرة 1976، وتم تعزيز استكمال الوحدة الترابية باسترجاع إقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979.
واستكمالا لمسيرات الملاحم الكبرى يواصل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس مسيرة الجهاد الأكبر وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية، وتحصين الانتقال الديموقراطي والاسراع به قدما إلى الأمام، وترسيخ مبادئ المواطنة الملتزمة، وتحقيق نهضة شاملة، وتعزيز مكانة المغرب كقطب جهوي وفاعل دولي ، وإذكاء إشعاعه الحضاري كبلد متشبث بالسلم والقيم الإنسانية المثلى